[الحرب بين ابن مرداس وابن لؤلؤ]
وبعد ستة أيام من هروبه أسر غلاما لابن لؤلؤ، وكان ابن لؤلؤ قد أعطاه سيف صالح الذي كان متقلّده يوم القبض عليه، فاسترجع سيفه منه (وأخذه صالح إليه) [1] واجتمع إليه بقيّة عشيرته من بني كلاب وشدّ (منهم) [2] وجمع شملهم، فانقاد جميعهم إلى رأيه، ونزل بالحلل بالقرب من حلب، فانتشبت الحروب [3] بينه وبين ابن لؤلؤ، وخرج بعض أصحاب ابن [4] لؤلؤ في جماعة من الغلمان [في يوم الخميس لخمس خلون من صفر] [5]، وأوقع بالعرب ونهب من الحلل رحالا كثيرة، وأسر من الرجال والنساء والصبيان خمسين نفسا، وعاد في يومه إلى حلب فاغترّ [6] ابن لؤلؤ بذلك، وجمع جنده وألزم من أمكنه من السّوقة والأوباش، ومن النصارى واليهود للمسير معه إلى أرض تلّ حاصد [7] لقتال صالح، وخرج بعد المغرب ليلة الخميس ثاني عشر صفر من السنة، وخرج معه أخواه أبو الجيش وأبو سالم ابنا لؤلؤ فلما أصبح لقي العرب ووقع القتال بينهم [يوم الخميس] [8]، فانهزم أخواه وجماعة معهم [9]، وأسرعوا الدخول إلى حلب، وانهزم أيضا بقيّة النّاس
[ابن لؤلؤ يقع في أسر ابن مرداس]
وأخذهم السيف، فقتل منهم تقدير ألفي رجل، وأسر منصور بن لؤلؤ وسالم بن مستفاد وجماعة من وجوه القوّاد والغلمان. وكان بين هروب (صالح من
= التلّ، وألقى نفسه فوقع سالما ليلة الجمعة مستهلّ المحرّم سنة خمس وأربعمائة. واستتر في مغارة بجبل جوشن، وكثر الطلب له والبحث عنه، عند الصباح، فلم يوقف له على خبر، ولحق بالحلّة، واجتمعت إليه بنو كلاب، وقويت نفوسهم بخلاصه» (زبدة الحلب 1/ 202،203) وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 228 (حوادث سنة 402 هـ). [1] ما بين القوسين ليس في (ب). [2] ساقطة من (ب). [3] في البريطانية «فانشا الحرب». [4] في الأصل «بن». [5] ما بين الحاصرتين زيادة من (س). [6] في الأصل وطبعة المشرق 212 «فاعتز». [7] في (ب): «حاص» ولعلّها المسمّاة اليوم «تل حاصل» قرب قرية جبرين. (زبدة الحلب 1/ 203 بالحاشية 4) وفي البريطانية «خاص» وبترو. [8] زيادة من (س). [9] في البريطانية وبترو «معهما».